34 - استكشاف المستشفى المهجور 3# - البحث عن الرمز

الفصل 034 : استكشاف المستشفى المهجور 3# - البحث عن الرمز.

----------------------------------------------------------------

ذهب الثلاثة مباشرة نحو جناح الطب النفسي، فكانت الغرفة فوضوية ومليئة بالأزبال وعلب الكرتون المرمية وقطع الخشب المقلوعة من الأرضية، وكان هناك سياج حديدي أسود به باب كبير مفتوح في الوسط وداخله توجد كراسي سوداء ونفايات. فقال (أورين) مستغرباً:

"ألا تجدون أنه من الغريب أن يكون لدى مستشفى ريفي جناح خاص بالطب النفسي؟"

أجابته (جودي) متسائلة: "أجل... ربما كان الغرض منه هو مساعدة أقارب العمال؟"

وقالت (لورين) أيضاً: "السؤال هنا هو لماذا يوجد هذا القفص اللعين؟ لا أعتقد بأنه سوف يساعد عائلات العمال..."

استدارت (جودي) إلى يمين الغرفة ووجهت ضوء مصباحها هناك، فانقشعت إليهم حينها سبورة سوداء كبيرة في الوسط، فعلقت عليها (جودي) قائلة:

"هناك سبورة هنا. ربما كانوا يدرسونهم شيئاً أو يعالجونهم."

فقالت (لورين) مضيفة إلى كلام (جودي) قائلة: "... في قفص."

ثم قالت (جودي) بعدها: "أجل... هذا هو الجزء الغريب."

لكن (أورين) كان يريد أن يبدأوا البحث عن الرموز في أسرع وقت، فقال لهم:

"حسنا، لا يهم، دعونا نكمل بحثنا."

ثم استدار إلى الخلف وكان يحمل فلتر الأشعة فوق البنفسجية ووضعها أمام مصباحه اليدوي ثم قال:

"حسنا، إذا استعملنا هذا هنا فيجب عليه أن..."

لم يكمل كلامه حتى تحول ضوء المصباح إلى ضوء بنفسجي يغطي الغرفة، فبدأ يبحث بعينيه عن أي رقم ملون هناك، ثم قال:

"همممم... لا أرى أي شيء هنا على الإطلاق. أعتقد بأنهم أزالوهم."

ثم أزال الفلتر من المصباح وقال محبطاً: "هذا مؤسف."

لكن قبل أن يتسرع (أورين) ويخرج من الغرفة، صاحت (جودي) وقالت له:

"مهلا لحظة، لقد رأيت شيئاً... أعطني المصباح!"

فخطفته من يده بسرعة ووجهته مباشرة نحو السبورة وبعدها أشعلت فلتر الأشعة فوق البنفسجية، وفجأة وبعد أن تحول كل شيء إلى البنفسجي، ظهر رقم كبير على السبورة. حيث كان يوجد رقم 4 باللون الأسود مرسوما عليها.

قال (أورين) وهو عاجز عن الكلام: "هذا..."

فأكملت (لورين) كلامه وقالت: "رقم 4 بالأسود..."

فغضب (أورين) وقال: "ابن العاهرة هذا... شخص ما يريد أن يجعلنا مجانين!"

بعد أن حصلوا على الرقم الثاني خلال بحثهم، والذي يعد الرقم الأخير من ناحية الترتيب في الرمز السري المذكور في الملاحظة. فحصلوا الآن على رمز بهذا الترتيب حسب الألوان (

4

_ _ _ 3)، هذا يعني أنه تبقى لهم 3 أرقام آخرين فقط.

غادروا جناج الطب النفسي، وعادوا إلى مكان الإستقبال ثم توجهوا مباشرة إلى الجناح الغربي، لكنهم تخطوا قسم الأمراض المعدية لأنه لا يوجد به أرقام ولأنه أيضاً يعتبر وجهتهم اللأخيرة بعد الحصول على جميع الأرقام بالترتيب الصحيح، ليدخلوه في لوحة التحكم حتى يستطيعوا فتح الباب الحديدي الصدئ، وكل هذا لأنه لا مكان في ذلك المستشفى قد وجدوا به شيئاً مفيداً ماعدا ذلك الباب الذي سيؤدي إلى المختبر الذي تم ذكره في المذكرات.

تقدموا إلى الأمام من خلال الردهة الطويلة، وصعدوا في السلالم إلى الطابق العلوي، وتوجهوا نحو غرفة استراحة الممرضات أولا. فقالت (لورين) لهما:

"أنتما اذهباً إلى تلك الغرفة، وأنا سوف أبحث في المرحاض."

وكانت تشير إلى الباب الأبيض الذي وجدوه سابقاً في غرفة الاستراحة، فرد عليها (أورين):

"حسنا، نادي علينا إن وجدتي شيئاً." ثم افترقوا.

دخل (أورين) و(جودي) إلى تلك الغرفة، وذهبت (جودي) تبحث في كل مكان بسرعة، وكان (أورين) قد وقف أمام النافذة بينما يشاهد العاصفة التي لا زالت مستمرة، على الرغم من أنه لا يستطيع الرؤية بسبب الظلمة الشديدة في الخارج فقال:

"لا تزال الأمطار غزيرة في الخارج... يبدو بأن هذا الجزء من المستشفى مواجه للجبل. أو هكذا أعتقد، إنه مظلم جداً بالكاد أستطيع أن أرى."

ثم ضرب الرعد والبرق في نفس الوقت بشدة وقال متذمرا:

"ألن يتوقف المطر أبدا، بحق السماء؟"

تنهد واستدار بسرعة ليبدأ البحث مع (جودي)، فوجّه مصباحه نحو الخزانات الحديدية وبدأ يفتح واحدة تلو الأخرى وهو يقول:

"على كل حال، ليس هناك شيء ذو فائدة في هذه الغرفة."

فترك البعض مفتوحا والبعض الآخر مغلقاً، وتوجه نحو (جودي) التي كانت فوق السرير المزدوج وتبحث بكل دقة، فسألها:

"هل وجدتي شيئاً؟"

أدارت وجهها إليه وردت باحباط بعد أن أطلقت تنهيدة طويلة:

"لا... فقط زوج من الجوارب القديمة. دعنا نلتقي ب(لورين) في المرحاض."

خرجوا من هناك وتوجهوا إلى المرحاض ليروا أين وصلت (لورين) في بحثها هناك. فوجدوها واقفة في مكانها ولا تبحث، فسألها (أورين):

"ما الأمر؟"

أدارت رأسها وأشارت باصبعها إلى خلف باب المرحاض، وقالت:

"حسنا، في الحقيقة لقد وجدت شيئاً. قطعة أخرى من الأحجية. ألقوا نظرة."

أمسك (أورين) بمقبض الباب وأحركه إلى الخلف حتى يلقوا نظرة واضحة على ما يوجد هناك، فوجدوا رقم 2 باللون الأحمر، على الرغم من أنهم لم يستخدموا فلتر الأشعة فوق البنفسجية، فقد كان مرسوما بالطريقة العادية كالرقم المرسوم على الكتاب. حينها ابتسم (أورين) بسعادة لأنهم كانوا في تقدم ملحوظ جداً في بحثهم، ثم سأل والقلق على وجهه:

"هل تلك صباغة أم... دم؟"

أجابته (لورين) بعدم اكتراث: "أفضل ألا أعرف..."

ثم أكمل (أورين) قائلا: "حسنا، إنه رقم من بين الأرقام على كل حال. 2 بالأحمر..."

بعد أن رأوا الرقم، غادروا مباشرة من هناك للبحث في الأماكن الأخرى. والآن بما أنهم قد وجدوا رقما آخر فسوف يضاف إلى الرمز الغير مكتمل ليصبح بالترتيب الصحيح بهذا الشكل (4

_ _

2 3).

توجهوا بعد ذلك نحو قسم العناية المركزة حيث تتواجد الجثة، فدخل (أورين) لوحده يمشي مباشرة من خلال الردهة، أما بالنسبة للفتاتين، فقد بقيا خارجاً ليتجنبا رؤية وَشَمْ رائحة جثة الفتاة حتى لا يصابا بالغثيان، و(أورين) كان يحدق بها ويده على أنفه حتى لا يشم الرائحة الكريهة، وهو يقول بكل شفقة:

"أنا فقط أتمنى بأنها كانت ميتة قبل أن يفعلوا هذا بها..."

فردت عليه (لورين) من بعيد: "هل ترى أي شيء هناك؟ أيّ من تلك الأرقام؟"

كان (أورين) يبحث بصمت بدون أن يتحرك من مكانه في كل الإتجاهات عن وجود أي رقم، فقالت له (لورين) مجددا:

"أيّ كتاب هناك؟ أو أيّ رسمة على الجدار؟"

ظل صامتاً لبرهة، ثم قالها لها: "لا، لا يوجد شيء."

فردت عليه: "حسنا، إذا دعونا نكمل بحثنا في مكان آخر."

أومأ (أورين) برأسه وهو لا يزال يبحث لمرة أخيرة بأمل أن يجد رقماً قد يكون صغيراً ولم يرَه. ولكنه في الأخير استسلم هو الآخر أيضاً وقرر المغادرة.

عندما استدار حتى يخرج من هناك، وفي تلك اللحظة عندما نظر بسرعة خاطفة إلى الجثة بينما يستدير للذهاب، تجمد مكنه وبدأ يشعر بحرارة شديدة وقشعريرة تكسوه من شعر رأسه إلى أصابع قدميه، فقال بصوت مرعوب وكان يبتعد شيئاً فشيئاً عن الجثة بينما لا تزال عيناه تحدق بها:

"مـ-مـ-مـ-مـــــاذا بحق ال......"

لاحظت (لورين) غرابة ما يقوم به (أورين) وسألته مستغربة: "ماذا حدث؟"

لقد كانت عينا الجثة عندما استدار إليها مفتوحتين، ولا يظهر منها إلا البياض فقط، كان بؤبؤ عينيها مختبئاً تحت جفونها، فهذا ما جعل (أورين) يشعر بالفزع، لأنه قبل ذلك كانت عيناها مغلقتين تماما، و(لورين) أيضاً شاهدة على ذلك، بما أنهم الوحيدين من رأوها ما عدا (جودي).

فقال متلعثما:

"هـ-هي.... الجثة.... عينيها.... هـ-هي... لم تكن عيناها مفتوحتين...!"

كانت (لورين) هي الأخرى متفاجئة مما قاله لها، فسألت باستغراب: "مــاذا؟!"

لم يستطع (أورين) التحدث مجدداً من الرعب الذي كان يتملكه حينها وظل يحدق بها وكأنه ينتظر منها أن تتحرك وتقوم من مكانها في مخيلته. فصاحت إليه (لورين) قائلة:

"هاي! أنظر إلى ذراعها! ما ذلك؟"

حينها دار (أورين) حول الجثة بحذر شديد من الجهة الأخرى حتى يرى ما كانت تتحدث عنه (لورين)، فقالت له:

"لديها وشم على ذراعها!"

تفاجأ (أورين) مما قالته (لورين)، وزاد تفاجئه عندما رأى ذلك بعينيه. فقد كان في ذراعها تحت الكتف مباشرة، وشم لرقم 0 باللون الأخضر موشوم بطريقة غريبة. فقال (أورين) عندما رأى ذلك: "أوه، هذا صحيح... وشم لـ... رقم صفر؟"

فصاحت (لورين): "صفر بالأخضر!"

ابتعد حينها (أورين) من الجثة، والعرق يغطي جبينه ثم قال:

"يا إلاهي... ما نوع المختلين عقليا الذين نتعامل معهم........."

ثم صمت لبرهة وقال بينما يحدق في الجثة وذهنه شارد: "صفر بالأخضر..."

حتى الآن جمعوا 4 أرقام من أصل 5، وبعد أن وجدو الرقم الرابع الذي هو 0 باللون الأخضر، فسيصبح الرمز المطلوب بالترتيب الصحيح على هذا الشكل (4 _ 0 2 3)، ومنه فقد تبقى لهم رقم واحد فقط، حتى ينتجوا الرمز ويستطيعوا فتح الباب الصدئ ليكملوا بحثهم الرئيسي.

يتبع..

2022/02/03 · 91 مشاهدة · 1250 كلمة
نادي الروايات - 2024